التعلم عن بعد ودور الأسرة في التعليم الإلكتروني
التعلم عن بعد هو شكل من أشكال التعليم الحديثة يهدف إلى الخروج عن القالب التقليدي للتعليم النمطي المحدود بالمكان والزمان. حيث يعتمد على جعل التواصل بين الطلاب والمعلمين من خلال الوسائل التكنولوجية كالهاتف الذكي والحاسوب أو الحاسب اللوحي. ويعتبر التعليم عن بعد وسيلة تعليم مساعدة لمن لديهم ظروف خاصة تمنعهم من الالتزام بالصفوف التقليدية. فعلى سبيل المثال, يمكن لمن يلتزم في عمل خلال النهار أن يستمر بتعليمه من خلال التعليم عن بعد, وكذلك من يقيم في مناطق نائية لا يتوفر فيها التعليم
و في ظل جائحة كورونا التي بدأت مع بداية عام 2020, أدى التباعد الإجتماعي إلى إلغاء التعليم التقليدي في أغلب بلدان العالم, مما جعل التعليم عن بعد حلاً بديلا ساعد في استمرار العملية التعليمية. ولم يعد التعليم عن بعد يقتصر على فئات معينة, بل بات يشمل كافة الفئات العمرية
في هذا المقال سنشرح أهم إيجابيات وسلبيات هذا النوع من التعليم بالإضافة إلى دور الأسرة في تسهيل عملية التعليم لأولادهم
إيجابيات التعلم عن بعد في وقتنا الحاضر
- توفير الوقت
- عدم الحاجة للانتقال من مكان إلى مكان آخر
- تكلفة اقل
- تظهر مهارات التعليم الفردي
- المرونة
- الاعتماد على النفس
- توفر المادة التعليمية كلما احتاجها الطالب
من أهم إيجابيات التعلم عن بعد التحكم بالوقت فيساعد الطلاب أو أي شخص يرغب في التعليم على توفير الوقت وإنجاز الكثير من الأشياء. حيث أنه لا يتحتم على المتعلم أن يمضي وقتا في حل الواجبات, بل يكفي ان يرسل المعلم الواجبات على البريد الإلكتروني ليتم الاطلاع عليها وحلها الكترونيا بدلا من امضاء وقت طويل في نسخ الدرس. كما أن المعلم يستطيع أن يوفر الوقت الذي يهدر عادة خلال الدرس, مثل توزيع أوراق العمل أو تصحيح الواجبات. إذ يكفي تحضير الواجب وإرساله إلى الطلبة فورا, بينما يتم تصحيح الأسئلة بشكل آلي عبر إدخال الإجابات مسبقا من قبل المدرس
فالتعليم عن بعد هو السبيل الأمثل للتعلم في المنزل وخاصة في ظل جائحة فيروس كورونا قد تمنع أي شخص من السفر من دولة إلى دولة أو حتى التنقل داخل دولته وقد يكون مناسباً للطلبة الذين لا يستطيعون تحمل نفقات السفر والدراسة. كما أن التعليم اونلاين لا يتطلب وقتا للانتقال من المنزل إلى المدرسة أو المركز التعليمي. إذ يكفي الانتقال الانضمام إلى الغرفة الصفية على المنصة للدخول إلى الدرس
حيث أن التعليم عن بعد يوفر الكثير من مصاريف الدراسة التقليدية كالكراسات والقرطاسية ومصاريف النقل وغيرها. ولا يحتاج المتعلم أكثر من اتصال انترنت جيد وجهاز حاسوب يتم دفع ثمنه مرة واحدة ويمكن استخدامه لعدة سنوات من قبل عدة أشخاص إذا لزم الأمر.
فكثير من الأشخاص قد يعانون من فكرة التعليم وسط مجموعة فالتعليم عن بعد يكون مفيد للبعض لإظهار مهاراتهم الفردية. كما أن هنالك بعض الطلاب الذين لا يشعرون بالراحة حين وجودهم بين عدد كبير من الناس حولهم, اذ يصيبهم هذا الأمر بالتوتر وعدم القدرة على الإجابة على أسئلة المعلم. فيوفر التعليم عن بعد نوعا من الراحة النفسية
فأي شخص يستطيع التسجيل في كورس أو دورة تعليمية في جامعة في العالم. ويكفي امضاء بضع دقائق على أحد محركات البحث للوصول إلى أفضل المؤسسات التي تقدم الدورة المرغوبة. كما أن الانضمام لا يتطلب وقتا طويلا كما كان سابقا, ولا حاجة للتقدم إلى فيزة سفر في حال كانت الدورة في بلاد أخرى. بل إن درسا واحدا يمكن أن يجمع طلابا من كافة اصقاع الأرض. كما أن الخيارات المتاحة من استعمال الفيديو أو إلغاءه وكتم الصوت وتفعيله يساعد على ضبط الصف فلا يؤثر من يضطر إلى التحدث على الهاتف خلال الدرس من ازعاج بقية الطلاب
إن فكرة التعلم عن بعد تعتمد على الطالب كمركز العملية التعليمية. حيث أن دور الطالب لا يقتصر على استقبال المعلومة من المدرس, بل عليه البحث والتقييم واستعمال التفكير النقدي. في حين أن دور المعلم يتحول من المصدر الوحيد .للمعلومة إلى أحد المصادر للمعلومة وميسر العملية التعليمية. وبذلك يحفز التعليم عن بعد الطالب على الاعتماد على نفسه كلياً من خلال البدء في حضور الدرس وتسجيل ملاحظاته
إن إلغاء البعدين الزماني والمكاني للدرس التقليدي يجعل من التعليم عن بعد أمرا مريحا للطالب. فبعد متابعة درس ما بشكل مباشر, يستطيع الطلبة مشاهدة الدرس لاحقا للتأكد من أي معلومة فاتت. فضلا عن ذلك, فإن الدروس المسجلة .باتت أمرا شائعا يساعد الطلاب في متابعة الدروس في وقت فراغهم ومشاهدتها عدة مرات
دور الأسرة في التعليم عن بعد
:يعد دور الأسرة في كل الأنظمة التعليمية مهم وضروري لمتابعة مدى تقدم مستوى الطالب إلا أن دور الأسرة في نظام التعليم عن بعد يختلف عن النظام التقليدي فيما يلي
- تهيئة الأجواء المناسبة التى تتناسب مع أجواء الدراسية واختيار مكان مناسب من حيث الإضاءة المناسبة وتهوئة جيدة ليكون خاص بالتعليم والدروس فقط
- تشجيع الأبناء على حضور الدروس والإلتزام بالمواعيد الدراسية وأداء واجباتهم وتحفيزهم على الاستمرار
- مساعدة الأبناء على الاعتماد على النفس والتدريب على التعلم الذاتي
- توفير جو من الاستقرار والهدوء للأبناء بحيث يكون مناسباً للدراسة بعيد عن أجواء القلق والتوتر
- أن تقوم الأسرة بمكافئة الأبناء في حالة إتمامهم حضور الدروس والقيام بواجباتهم والتفوق بدراستهم
.ختاما, إن التعليم عن بعد بات أمرا أساسيا في حياتنا اليومية, ويجب على المؤسسات التعليمية التأقلم مع الأمر الواقع واستخدام التعليم عن بعد بالإضافة إلى التعليم التقليدي بعد انتهاء الجائحة الحالية